vendredi, juillet 13, 2007

حجب العقول


أكتب فى حجرتى المستأجرة فى حى جوليس فى مدينة ليبزيج بألمانيا والتى سأغادرها بعد تسعة أيام للذهاب إلى القاهرة الزاعقة، وبدلا من تجهيز حقائبى فقد نادانى قلمى لأكتب هذه الأسطر.
أصبح عندى تساؤلات عديدة: هل سأصحو فى فجر كل يوم على أصوات الميكروفونات الصاخبة المليئة بالعنف مرة أخرى؟ هل سأضطر لدفع مقابل الدعوات التى تلقى على بدون أن أطلبها؟ هل سأرى مرة أخرة المحتجبات ذوات المساحيق الملونة اللاصقة بالأوجه؟
منذ عامين تقريبا شهدنا المعركة العنيفة التى دارت حول تغطية رأس المرأة، وأصبح غطاء رأس المرأة قضية سياسية كبرى ومناورة إنتخابية عظمى تتصارع حوله الأحزاب فى بلادنا وفى فرنسا وألمانيا بل وفى الولايات المتحدة وبريطانيا أيضا.
وبدأ المشروع فى فرنسا عندما أعدت قانونا يمنع الرموز والملابس التى تعبر بشكل ظاهر عن الإنتماء الدينى فى المدارس ويشمل ذلك القلنسوة اليهودية، والصليب المسيحى، والحجاب (الإسلامى) للتلميذات وكان الهدف من ذلك هو أن يتربى الأولاد والبنات فى مناخ إنسانى بعيدا عن التخريب السياسى والتعصب الدينى
وقد تظاتهر بعض البنات المحجبات فى مختلف البلدان إحتجاجا على القانون ورفعن شعارا يقول: "الحجاب عقيدة وليس رمزا
القرآن الكريم ذاته وهو المرجع الأساسى للإسلام لم ترد به آية صريحة تفرض على المرأة تغطية رأسها وهذا يدل على أنها ليست عقيدة بل عادة أو تقليدا مأخوذا أساسا من اليهود، حيث تقوم الفلسفة اليهودية على تأثيم المرأة (حواء) لأنها أكلت من شجرة المعرفة وبالتالى أصبح رأس المرأة (أو عقلها) هو المحرض على الإثم ويجب قطعه أو إخفاؤه بحيث تصبح المرأة جسدا بغير رأس. هذه هى بعض الأفكار التى إنحدرت إلى بعض المسيحيين والمسلمين الذكور الذين يريدون السيطرة على زوجاتهم وبناتهم. وبينما تخلص اليهود والمسيحيون من هذه الأفكار، تمسك بها المسلمون
ومع تصاعد التيارات الأصولية تصاعدت بعض الأفكار المعادية لعقول النساء والموروثة عن النظام العبودى القديم ومنها الحجاب
منذ عدة أيام قالت لى إبنة خالى (التى تحجبت منذ سنتين) أن إلتقاط الصور حرام وأضافت أنها منذ أن تحجبت لم تسمح لأحد أن يلتقط صورة لها
فمع الأسف تقع النساء فى بلادنا ضحايا القيم الشكلية الدينية كما يقعن ضحايا لتزييف الوعى أو ما أسميه أنا "حجاب العقل" وهو الأخطر والذى يؤدى إلى سلوك متناقض ومنحرف فمثلا إعتبار (تغطية رأس المرأة) رمزا للنضال ضد الإستعمار الغربى أو ضد الغزو الثقافى الغربى، وهذه بالطبع محاولة خادعة لصرف الأنظار عن حقيقة الثقافة الغربية ولإبعاد الشباب عن ما هو مفيد وإبقاء السطحيات والقشور الظاهرية فقط
إن تزايد الصراعات السياسية والإقتصادية فى بلادنا أدى إلى مزيد من العنف الذكورى؛ يشعر الرجال العرب بالقهر السياسى ويؤدى هذا إلى مزيد من الخوف فى النفوس ويؤدى الخوف إلى مزيد من العنف، فيضرب الأقوى الأضعف، ويضرب الرجل المرأة وبالتالى تشعر المرأة بالخوف والذى بدوره يولد العنف ضد الأبناء (أو الطفلة الخادمة). وتدور الحلقة مؤدية إلى المزيد من العنف الذكورى والجهل والخضوع الأنثوى

أفيقوا!!!




الجمعة 13 يوليو 2007

3 commentaires:

Anonyme a dit…

ربنا يهديكى

Anonyme a dit…

التصرفات الفردية يا ميريت لا تعمّم على الغير، فارق بين التديّن و الدين

يزيد الديراوي

محمد سيد حسن a dit…

"القرآن الكريم ذاته وهو المرجع الأساسى للإسلام لم ترد به آية صريحة تفرض على المرأة تغطية رأسها "

1-
"وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن "
النور 30
قالت عائشة رضي الله عنها: { يرحم الله نساء المهاجرات الأُول؛ لما أنزل الله: وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن شققن مروطهن فاختمرن بها } [رواه البخاري].


2-

وَالقَوَاعِدُ مِنَ النسَاء اللاتي لاَ يَرجُونَ نِكَاحاً فَلَيسَ عَلَيهِن جُنَاحٌ أَن يَضَعنَ ثِيَابَهُن غَيرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَستَعفِفنَ خَيرٌ لهُن وَاللهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ [النور:60]

3-

يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِن مِن جَلابِيبِهِن ذلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رحِيماً [الأحزاب:59].

4-

وَإِذَا سَأَلتُمُوهُن مَتَاعاً فـاسـأَلُوهُن مِن وَرَاء حِجَابٍ ذلِــكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقـُلُوبِهِن [الأحزاب:53].


ده بخصوص المرجع الأساسي للإسلام؟
ما رأيك؟
مستحيل الكلام يقال بهذه القطعية: لايوجد دليل ،لأن الحد الأدنى من العلمية يقتضي القول بان هناك آيات عليها خلاف، رغم أنه لا يوجد خلاف ومسألة الحجاب أقرها إجماع العلماء على مدار 14 قرن لم يشذ عنهم إلا رجل واحد إسمه جمال البنا آخر فتاواه كانت في حل القبلات بين الرجل والمرأة الغير متزوجين

لو عندك رأي "علمي " تاني أنا مستعد أسمع

تحياتي