samedi, mars 31, 2007

مشاهد من ألمانيا


الترام

الأعين كلها مركزة على أشياء مقروءة – يركبون الترام وكأن محطة النزول لن تأتى أبدا – الوقت طويل وكافى للقراءة. أتى الترام فى ميعاده فى الساعة الثانية وثلاثة وعشرون دقيقة تماما كما كان مكتوبا على لوحة المواعيد. شعب صامت وهادئ بينما ترتسم ملامح الغضب دائما على الوجوه وأتساءل دائما عن سبب هذا الغضب. ينوه الصوت المؤنس عن المحطة القادمة وهى محطة حديقة الحيوان، ركب منها مجموعة كبيرة من كبار السن، لاحظتهم جميعا حتى إطمأننت أن الجميع قد عثر على مكان للجلوس، ثم إستأنفت الكتابة مرة أخرى.
أحيانا تنظر إلى الأعين فى فضول ولكنه فضولا طبيعيا لملامحى الأجنبية، ويختلف عن فضول المصريين الذين يحملقون وكأنهم يريدون إكتشاف بئر بترول فى وجهى...
مقاعد الترام مصنوعة من الفايبر ومكسوة بكسوة من القطيفة الزرقاء الجميلة
نزلت فى المحطة الرئيسية المسماه بال"هاوبتبانهوف" لكى أغير الترام للذهاب إلى المدرسة، ترام قديم هذه المرة يختلف عن الآخر. مقاعده زرقاء أيضا ولكنه أكثر إزدحاما. الوجوه إختلفت ولكن النظرة لم تختلف وملامح الغضب بقيت كما هى. وألاحظ تقوقعا غير عاديا فكل شخص يحيا فى عالمه الخاص ولا يشاركه أحد فيه، أتساءل إذا كان هذا أنانية أم شيء آخر.

الشارع

الشوارع ليست كلها واسعة ولكنها تشترك فى صفة هامة ألا وهى أنها تكاد تكون خالية من السيارات أو أن عدد السيارات المارة ضئيلا جدا مما يجعلها دائما هادئة. ألمانيا صاحبة المرسيديس والبي أم دبليو اللتان أكاد ألا أراهم، ذلك بالمقارنة بالقاهرة عندما كنت أرى فى مشهد واحد فقط حوالى أربع سيارات مرسيديس وإثنين بى أم دبليو.
تغلب على المبانى الطرز المتأثرة بالطراز الرومانى والباروك والنيوكلاسيك والأرت نوفو وفى بعض المناطق البلاتن باو ( أى المبانى الجاهزة المصنوعة من الألواح)، والتى لا يحبها أصحاب الذوق الرفيع لخلوها من الجمال ومن اللمسة الفنية
أعداد لاحصر من الدراجات، وسيارات الجولف أيضا تنتشر فى جميع الأرجاء لتحتفظ جيدا بصفتها المعروفة أنها سيارة الشعب.
الناس يمشون فرادى أو على الأقل بصحبة كلب صغير متأقلم على الجو البارد...
إشارات المرور محترمة وكأنها جزءا من تكوين الشخصية الألمانية.
الكل يمشى فى عجلة وينظر إلى الأفق، الأعين صارمة وجادة تعطى الإحساس بالجمود بعض الشيئ...
الملابس ملونة ومنسقة... وإفتقاد يكاد يكون دائما للشمس وربما يكون هذا هو سبب الملابس الملونة وربما أيضا هو سبب الوجوه الحادة الصارمة...الأرض مكسوة بأوراق الشجر الأرجوانية والصفراء "الخريف كما يجب أن يكون".

1 commentaire:

Marwa abu daif a dit…

رااااااااااائع يا ميرة دائما ما ابدعت بلوحاتك اما هذه المرة فقد ابدعت بالكتابة ايضا
تنضجين شيئا فشيئا يا بنت:)