samedi, juin 23, 2012

حاولت أشوف إيه الحاجات إللى أنا إكتسبتها وإيه الحاجات إللى خسرتها منذ بداية الثورة.

أنا خسرت حاجة مهمة أوى وهى قدرتى على البكاء... قبل الثورة كنت ببكى كتبر جدا بمعدل مرتين لثلاث مرات فى الأسبوع، منذ بداية الثورة بكيت أول مرة إتفرجت على أغنية الشهدا " يا بلادى" ساعة لما عرضها يسرى فودة لأول مرة، الكلام ده كان قبل موقعة الجمل.
أفتكر إن دى آخر مرة عيطت فيها بجد.

غرقت بقى فى معمعة البحث عن زياد، والمرجحة بين الأخبار الحلوة بالعثور عليه حى يرزق وبين إن الخبر كاذب وإننا لازم ندور عليه من أول وجديد وكل ما نفتكر إننا وصلنا نرجع نعرف إن لازم نعيد من الأول. 43 يوم من غير نوم، 43 يوم من غير أكل ومن غير شرب، دى كانت حاجات بتتعمل لو إفتكرناها بالصدفة.
هم دول ال 43 يوم إللى حولونى للى أنا عليه دلوقتى.
أدركت دلوقتى إن البكاء ده نعمة رائعة كانت عندى بتخفف بعض الآلام البسيطة، وإن الإكتئاب نعمة تانية برضو كانت عندى وإتحرمت منها كانت بتخفف بعض الآلام الأكثر حدة. الإتنين راحوا... وبقى واضح إن درجة حدة ألمى تعدت البكاء والإكتئاب، وأصبحت أحسد من يتمعون بأى منهما أو كلاهما.
دى أوحش حاجة فقدتها.

قبل الثورة كنت لما أحكى قصة لصديق، كنت بحكيها بتفاصيل التفاصيل. أنا دايما بأهتم بأدق التفاصيل. بعد الثورة حصلى شيئ غريب هو إنى مابقيتش أحكى، ولو حكيت بيبقى بشكل سطحى جدا ومن غير أى تفاصيل، حكاية كدة بشكل عام. وطبعا مش بيبقى ليها طعم عند المتلقى، ولما أحس بكدة بقرر إن المرة إللى جاية مش هحكى حاجة. وده الحال.

بحب جدا طول عمرى أجمع فى الذكريات، كان بييجى عندى أوقات ألاقى أودتى مليانة ورق وحاجات وكركبة، كلها ذكريات. وبحب أوى إن من وقت لآخر أرجع أشوفها وأعيش فيها كأنى بسافر عبر الزمن.
مابقيتش أجمع فى الذكريات كتير دلوقتى، حتى البوستكارد إللى رسمنا فيه إنهاردة أنا وماجدالينا ومارك، ما أخدتوش وسيبته.

المشكلة بقى الحقيقية هى إنى مابقيتش أحب أرجع أعيش فى الذكريات إللى جمعتها. مثلا الرسايل والتشات هيستورى بتاعى مع ناس بيهمونى جدا مابقيتش أرجع أقراها، لكن مازلت محتفظة بيها، ولا يمكن هفرط فيها. بس مش عايزة أفتكرها ولا أرجعلها، وأصلا أنا نسيتها.

الحاجة التانية إللى فقدتها هى النوم، أيوة انا كتير أوى يومى بيبقى مقلوب لكن كنت بعرف أنام بالنهار كويس. بعد الثورة الموضوع ده شكله إنتهى للأبد. وحتى وأنا بكتب الموضوع ده دلوقتى ضحكت ضحكة سخرية على نفسى وكأنى بقول لنفسى: أنا أنام؟ ليه يعنى؟ هو ده أصلا ينفع؟

كمان فقدت جزء كبير من ذاكرتى، ذاكرة الأسماء راحت تماما تقريبا. وبعدين التفاصيل بقى إللى كنت بفتكرها بحذافيرها بقت بتروح بعد شهر. .. قبل الثورة عمرها ما كانت بتروح.

نسيت كمان أقول إنى فقدت قدرتى على التركيز، مابقيتش أقدر أقرا كتب طويلة، وعدى عليا وقت لما كان يبقى فى ستاتوس طويلة على الفيسبوك، ماكنتش بقراها عشان طولها. دلوقتى أنا أحسن لكن مازلت مش زى ماكنت قبل الثورة. 


وحاجة تانية: أنا كتيت بالعامية لأنى مش قادرة أكتب بالفصحى، أيوة أنا أصلا كتبت ده بالعافية بعد مرور أكتر من سنة.
ماهو أنا كمان فقدت قدرتى على الإبداع.


إللى إكتسبته يمكن هو حاجة أو حاجتين على الأكثر، 1- رجعلى الأمل فى إن بلدى فى يوم هتبقى أحسن حتى لو كان الموضوع ده هياخد وقت طويل ويمكن ماشوفوش أصلا، لكن قبل الثورة الأمل ده كان معدوم.
2- حب الناس ومشاعيرهم الطيبة.
-----------------------------------------------------------------
نفسى أفهم أى حاجة من الدنيا، نفسى أفهم إللى حصلى ده حصلى ليه، ونفسى أعرف مصيرى إيه، ونفسى أعرف أنا عايشة ليه. طيب، هل الدنيا دى هتديلى أى تعويض معنوى طيب؟ ولا خلاص هفضل كدة فى الشجن ده؟ طيب مافيش إفراج؟

Aucun commentaire: